الأحد، 13 يناير 2013

تعاقبت على حكم بلادنا خمسة وثلاثون حاكما فرنسيا وهذه مسمياتهم وتواريخهم

عندما زرتُ مدينةَ سينلوي (اندر) بالسنغال لأول مرةٍ حَرَصت على زيارة بعض معالمها؛ سواء تعلق الأمر بالمكاتبِ الإدارية التي كانت في الأصل مكاتبَ حكومة موريتانيا في عهدِ الاستعمار الفرنسيِّ، أو تعلق الأمرُ ببقايا دار أهل أبنو المقدادْ التي كانت مَثَابة للموريتانيين وفيها يقول الشاعر المُجيد سيديا ولد هدَّار رحمه الله:
 
هَاذِ الدارْ اللي لا اخْلاتْ ** عادتْ فيهَ لفلوحَه
بيهَ الاگْدامْ ءُ لا اتْباتْ ** ليلَه ما هِي مفتوحَه
وكان لا بدَّ من المرور عبرَ جسر "فيديرب"، ومشاهدةِ جسر أهل محمد الحبيبْ، أو غير ذلك من المواضع التي صارت مع الزمن جزءا من ذاكرة الموريتانيين التاريخية.
كان المستعمر الفرنسي يحكم موريتانيا من مدينة سينلوي (اندَرْ)، وربما نكون بذلك الدولة الوحيدة في العالم التي كان الاستعمار يحكمها من مركز خارج ترابها. وقد استمر هذا الحكم بشكل فعلي أزيد من 55 سنة تعاقب خلالها العديد من الفرنسيين على تسيير شؤونِنا.
 
أسماء وتواريخ.. من كبولاني إلى آنتونيوس
تعاقبت على حكم بلادنا خمسة وثلاثون حاكما فرنسيا وهذه مسمياتهم وتواريخهم:
•           كبولاني(Xavier Coppolani)، (من 12 مايو 1903 لغاية 12 مايو 1905).
•           الرائد فريرجان(Louis Frèrejean)، (12 مايو 1905 الى 27 مايو 1905).
•           العقيد كابديبوسك(Bernard Laurent Montané-Capdebosq)، (27 مايو 1905 إلى نوفمبر 1907).
•           الكولنل غورو(Henri Joseph Eugène Gouraud)، من نوفمبر 1907 إلى 1909.
•           الرائد كلوديل(Commandant Claudel)، 1909.
•           الملازم أوبير(Lieutenant Aubert) 1909.
•           العقيد باتي(Henri Hippolyte Patey) (1 يناير 1910 إلى 1 مارس 1912).
•           شارل موري(Charles Paul Isidore Mouret) (1 مارس 1912 إلى 25 مايو 1914).
•           لويس أوبيسيي(Louis Jules Albert Obissier) (مايو 1914 إلى 20 نوفمبر 1916).
•           هنري غادن(Nicolas Jules Henri Gaden) (20 نوفمبر 1916 إلى 9 نوفمبر 1926).
•           آلبيريك فورنييه(Albéric Auguste Fournier)، (9 نوفمبر 1926 إلى 13 يناير 1928).
•           ألفونس شوتو(Alphonse Paul Albert Choteau)، (13 يناير 1928 إلى 21 نوفمبر 1929).
•           رينيه شازال(René Héctor Chazal)، (21 نوفمبر 1929 إلى 19 يونيو 1931).
•           غابرييل ديسيمي (فترة أولى) (Gabriel Omer Descemet)، (19 يونيو 1931 إلى 22 يونيو 1933).
•           لويس آنطونيينه(Louis François Antonin)، (22 يونيو 1933 إلى 7 أبريل 1934).
•           غابرييل ديسيمي (فترة ثانية) (Gabriel Omer Descemet)، (7 أبريل 1934 إلى 5 يوليو 1934).
•           أدولف ديت(Adolphe Deitte)، (5 يوليو 1934 إلى أغسطس 1934).
•           جان شازيلا (فترة أولى) (Jean-Baptiste Victor Chazelas)، (أغسطس 1934 إلى 1 نوفمبر 1934).
•           إدوار برينو(Richard Edouard Brunot)، (1 نوفمبر 1934 إلى 15 أبريل 1935).
•           جان شازيلا (فترة ثانية) (Jean-Baptiste Victor Chazelas)، (15 أبريل 1935 إلى 10 نوفمبر 1935).
•           مارسيل دي كوبيه(Jules Marcel de Coppet)، (10 نوفمبر 1935 إلى 1 سبتمبر 1936).
•           جان بيريس (فترة أولى) (Jean Louis Beyries)، (1 سبتمبر 1936 إلى 24 أكتوبر 1936).
•           أوزوالد دوران(Oswald Durand)، (24 أكتوبر 1936 إلى 7 أغسطس 1938).
•           شارل أندريه دوماس(Charles André Dumas)، (7 أغسطس 1938 إلى نوفمبر 1938).
•           جان بيريس (فترة ثانية) (Jean Louis Beyries) (نوفمبر 1938 إلى 4 مايو 1944).
•           جان شالفيه(Jean Chalvet) (أبريل 1942 إلى مايو 1944).
•           كرستيان لغريه(Christian Robert Roger Laigret) (4 مايو 1944 إلى 31 يوليو 1945).
•           رينيه بابين(René Babin)، (31 يوليو 1945 إلى 30 أبريل 1946).
•           جورج بوارييه(Georges Poirier) (30 أبريل 1946 إلى 19 يوليو 1947).
•           لوسيان جاي(Lucien Eugène Geay) (19 يوليو 1947 إلى 31 ديسمبر 1947).
•           هنري دي مودوي(Henry Jean Marie de Mauduit) (31 ديسمبر 1947 إلى 7 أغسطس 1949).
•           لويس تيراك(Louis Terrac) (7 أغسطس 1949 إلى 27 سبتمبر 1950).
•           جاك روغي(Jacques Camille Marie Rogué) (27 سبتمبر 1950 إلى 25 أبريل 1952).
•           بيير مسمير(Pierre Messmer)، (25 أبريل 1952 إلى 6 أبريل 1954).
•           ألبرت موراغ (فترة أولى) (Albert Jean Mouragues) (6 أبريل 1954 إلى 23 يونيو 1955).
•           جان باريزو(Jean Paul Parisot) (23 يونيو 1955 إلى 14 مايو 1956).
•           ألبير موراغ (فترة ثانية) (Albert Jean Mouragues) (14 مايو 1956 إلى 5 أكتوبر 1958).
•           هنري برنار(Henri Joseph Marie Bernard) (5 أكتوبر 1958 إلى فبراير 1959).
•           جان آنتونيوس( Jean Pierre Anthonioz) (فبراير 1959 إلى 28 نوفمبر 1960).
 
حكام ومواطنون.. من هنا وهناك
تولى أربعةُ حكام فرنسيين تسييرَ البلاد مرتيْن متفاوتتيْن وهم: "ديسمي" و"شازيلا" و"بيريس" و"موراغ". والوحيد من هؤلاء الحكام الذي قتلته المقاومة الوطنية هو "كبولاني". ومن بينهم من له شهرة واسعة خارج موريتانيا مثل: "غورو" الذي تولى مناصب عسكرية وسياسية في سوريا وفي المغرب بعد مغادرته بلادَنا. ومنهم من تولى رئاسةَ الوزراء بفرنسا بعد ولايته في موريتانيا مثل "بيير مسمير". وواحد منهم كان بروستانتيا وهو: "مارسيل دي كوبيه". وقد بادوا جميعا، وكان آخرهم موتًا "مسمير" الذي قضى في 29 أغسطس 2007.
يذكر أن الأمير بكار بن اسويد أحمد رحمه الله تعالى مات شهيدا يوم بوگادوم في أفله بعد قتال مع الكتيبة التي قادها الرائد "فريرجان"، وذلك صبيحة الأربعاء 1 إبريل 1905م.
والعقيد "غورو" هو من قاد حملة كبيرة لاحتلال أطار سنة 1909. وفي "كولنل غورو" يقول سيديا بن أحمدو بن قطرب الديماني الذي توفي رحمه الله منفيا في تنبكتو:
أحرَمْنِي يالرَّبْ امنْ النارْ ** عاگبْ ذَ من صَوْعْ الكفارْ
مَـــــــــرّگْنِ كُولُنَلْ ادْيَارْ ** ما نتخمَّمْ عنهَ نرْحــــلْ
گَسْتْ أطارْ ءُ جَانِي فأطارْ ** وإتْركْتْ أطارْ إلْ كولنلْ
ءُ گِسْتْ التَّل ءُ لاَنِي باغيهْ ** ما نبغِي كنتْ إنْگِيسْ التَّلْ
يغيـــــرْ إبْلَدْ كاملْ ما فيهْ ** كُولنَلْ ألاَّ متْعـــــــــــدَّلْ
ويذكر أن العقيد "باتي" قاد بنفسه في 21 يناير 1912 معركة تيشيت التي جرح فيه الأمير سيدي أحمد بن أحمد ولد عيدة رحمه الله وأخذه أسيرا إلى مدينة اندر كما هو معروف.
كان الموريتانيون يسمون العقيد باتي "أبو خمسة خطوطٍ"، تعبيرا عن شارة رتبته العسكرية التي على منكبه. قال القاضي محمذن بن محمد فال رحمه الله عند زيارة "باتي" منطقة الترارزة سنة 1911 وسلوكه المتغطرس:
وذو الخطوط الخمس جاء والورى ** تسير من أمامه ومن ورى
وهم على السير ذوو إقبــــــــال ** وهْوَ بذاك السير لا يبالــــي
وفي عهدِ العقيد "باتي" تم ترسيمُ نظامِ المساعدين العسكريين "گوميات" (Goumes) وكذلك نظام الجمَّالة(Méhariste). وشكِّلت ثلاثُ مجموعات من "گوميات": واحدة بآدرار واثنتان بالترارزة. كما شكلت أربع فرق من الجمَّالة: إحداها في آدرار وأخرى في الترارزة وثالثة في تگانت ورابعة في العصابة. وعهد إلى هذه الأنظمة بحراسة مداخل البلاد ومخارجها، وإراغام السكان على توفير التموين من غلات وحليب ولحوم، وتأمين وسائل النقل من جمال وثيران وحمير وغير ذلك مما يسهل عمليات تحرك الجيش الفرنسي والقوات المساعدة.
ومن أكثر الحكام الفرنسيين اعتناءً بتاريخ موريتانيا "هنري غادن" الذي جمع الكثير من المخطوطات التاريخية الموريتانية، كما طلب من بعض المؤرخين تآليفَ في ذلك المجال؛ فعلى سبيل المثال: ألفَ العلامةُ الأديبُ امْحمدْ بن أحمد يوره رحمه الله كتابَه "إخبارُ الأحبارْ بأخبارِ الآبارْ" في ذلك السياق. ويذكر أن الكثير من الكتب التاريخية المحلية قد كتبت بطلبٍ من بعض الحكام الفرنسيين؛ ومن أمثلة ذلك كتاب سيدي بن الزين العلوي رحمه الله: "كتاب النسب في أخبار الزوايا والعرب"، ومثال ذلك أيضا ما كتبه الشيخ سعدبوه بن الشيخ محمد فاضل والشيخ سيدي محمد بن الشيخ أحمدو بن سليمان الديماني رحمهما الله تعالى من كتابات تاريخية نشرها الباحث الجزائري المتفرنس إسماعيل حماد على شكل ملاحق في نهاية كتابه المنشور سنة 1911:
 Hamet Ismaël, Chronique de la Mauritanie Sénégalaise, 1911, Ernest LEROUX.
وفي عهد "غادن" تم نفي المقاوم الجليل الشيخ حماه الله رضي الله عنه إلى مدينة المذرذرة وأمضى فها أربع سنين من 1926 إلى 1930.
وفي عهد "كريستيان لغريه"، وفي سنة 1945، تم ضم منطقة الحوض إلى إدارة أرض الوطن بمدينة اندر، بعد أن كان المستعمر اقتطعها قسرا وجعلها تابعة للإدارة الفرنسية ببامكو عاصمة مالي.
وفي فترة "جورج بوارييه" نص القانون الفرنسي على وضع موريتانيا ضمن ما يعرف بإقليم ما وراء البحار، فصار يحق لساكنتها انتخاب نائب عنهم في الجمعية الوطنية الفرنسية؛ ففاز أحمدو ولد حرمة، وبدعم من لامين غاي وسنغور، على منافسه إيفون رازاك في 10 نوفمبر 1946.
وخلال ولاية "ألبير موراغ" وقع الانتخاب على المعروف عند الموريتانيين بعبارة "زرگ وي ونون" أي الاقتراع بـ(لا) أو (نعم)، وذلك بعد مصادقة الجمعية الوطنية الفرنسية في 23 يونيو 1956 على "قانون دي فير" (Loi Deferre) أو القانون الإطاري، الذي من شأنه أن يفتح الباب أمام موريتانيا والمستعمرات الفرنسية الأخرى للحصول على الحكم الذاتي الداخلي وترك تدبير الشؤون المحلية لأبناء البلد. وبمناسبة الاقتراع بـ(لا) أو (نعم)، قال الأديب أحمد سالم ولد ببُوطْ:
وَيْ ءُ نُونْ ألاَّ خياراتْ ** والمخيَّر ماهُ مغبونْ
وَيْ امحاليَّ فالحسناتْ ** وامحاليَّ فالفظة نُونْ
وهو تعبيرٌ جميل عن الحالة المترددة التي كان يعيشها الناخب الموريتاني؛ حيث تقتضي الأخلاق والورع التصويتَ بـ"لا"، في حين يقتضي الحفاظ على المصالح المادية وكسب وُدِّ الإدارة الفرنسية التصويتَ بـ"نعم".
وبعض هؤلاء الحكام ترك كتبا عن موريتانيا مثل "فريرجان" في كتابه (موريتانيا من 1903 إلى 1911)، و"غورو" في كتابه: (ذكريات إفريقي)، و"بيريس" الذي يمكن قراءة نصه حول "تطور مجموعات البدو الموريتانيين الاجتماعية والثقافية" من خلال هذا الرابط:
http://www.mr.refer.org/numweb/spip.php?article43
 
 
انْدَرْ.. العاصمة الأولى لموريتانيا
انْدَرْ هي التسمية الولفية الشائعة عند الموريتانيين لمدينة سينلوي، وهي مدينة سينغالية ساحلية تقع على دلتا النهر السنغالي عند مصبه في المحيط الأطلسي. وقد ظلت خلال فترة الاستعمار الفرنسي لموريتانيا من 1903 إلى 1958 عاصمة موريتانيا. وفي القديم كان الموريتانيون يقسمون مدينة انْدَرْ إلى عدة أقسام: القسم الشرقي وهو تَينُجِگَيْنْ، والقسم الأوسط وهو انْدَرْ الأبيض، وتفصلهما قنطرة بنيت في القرن التاسع عشر في عهد الوالي الفرنسي لويس فيدريب(Louis faidherbes) وتعرف عند المورتيانيين بـ"صالة تَينُجِگَيْنَ" اي قنطرة تَينُجِگَيْنَ أو "صالة امَّيسَ فَدْرُو" وهو تصحيف لـ(Monsieur Faidherbes). وفي انْدَرْ الأبيض مكاتب الإدارة الفرنسية ومنازل الموظفين وأحياء منها: سَنْدُونَه ولَوْضَة.
وفي اندر الأبيض كذلك دار أهل أبنو المقدادح تلك الدار التي لم يبق منها عندما وقفت عليها في نوفمبر 2001 سوى أطلال شاهدة على أن البقاء لله وحده. ولم يعد يرى الرائي سوى أساس الدار التي كان منزلا ذا طوابق، له شرفات وسلالم تحدث عنها الشعراء وتغنوا بوصفها. ويوجد في أحد جوانب فنائها قبر قيل لنا إنه قبر والدة أهل ابنو المقداد: كمبَه آنْ بنت همات آنْ، الكاتب والمحلف الشهير بمدينة اندر في القرن التاسع عشر.وقد سمى بعض الموريتانيون بناتهم على "كمبَه آنْ" مطلقين عليهن تسمية: "كمبانْ" التي ليست سوى تحريف بسيط لاسم هذه السيدة. وقد قلت حين رأيت ما آلت إليه دار أهل أبنو المقداد، وكيف حولها كر الجديدن من منزل عامر موعود إلى طلل شاخص مهجور:
دارُ ابنِ مقْدَادٍ وآثارُهــــــا ** كانت كما قالوا لنا عامــــــرهْ
واليومَ لا ترى سوى حائــــطٍ ** أطلاله من قِدَمٍ داثــــــــــرهْ
سبحانك اللهم يا خالقــــــي ** ما أقرب الدنيا من الآخــــــره
أما القسم الغربي من المدينة الذي تفصله عن اندر الأبيض قنطرة أهل محمد الحبيب فيسمى آگْمَيْنِي ويسمى بالفرنسية(Quartier des pêcheurs) أي حي الصيادين.
يقول امحمد بن أحمد يوره الديماني رحمهم الله تعالى ذاكرا بعض أحياء هذه المدينة التي سكنها الموريتانيون كثيرا وعرفوها وعايشوا أهلها:
تطاولَ ليلِي ولَمْ يَنْقَضِ ** ظلامٌ أحاطَ ولم أنْهَضِ
فتَبًّا للَوْضَ ورهبَانِهَا ** إلى قصر سنْدُونَة الأبْيَضِ
فَتَينُجِگَيْنَ فَگِرْجَانُهَا ** لقصرِ سلَيْمَانَ ذي المربَضِ
وخلال غربة المجاهد الأمير سيدي أحمد بن أحمد بن عيدة قال "گافه" الشهير وهو محتجز في مدينة اندر:
مَارتْ عندِي ** عنِّي مگبوظْ
نوكلْ وحدي ** كِيف أمَكْروظْ
كما قال الأمير سيدي أحمد وهو في طريقه إلى آدرار وقد ترك مدينة اندر وراء ظهره وبدأت معالم مرابعه تبدو:
حَامِدْ لَلَّه اللِّي ابْعَـــــادْ ** انْدَرْ ءُ زَيْنْ ادْيـارُ
وُافْرَغْ لِمْحارْ اُعادْ زَادْ ** يُورَ مَنْبَتْ بِاحْجارُ
وللمختار بن حامد رحمه الله تعالى مقامة أدبية جميلة تسمى المقامة الأندرية (نسبة إلى مدينة اندر) وبدايتها: "خَرَجْتُ إِلَى قَنْطَرَةِ "تِينُ جِگَيْنْ" * أَعْتَبِرُ بِمَنْ يَمُرُّ عَلَيْهَا مِنْ "گُورٍ" وَ"جَگَيْنْ" * فَوَقَفْتُ بِجَانِبِهَا الْغَرْبِيِّ * أَرْصُدُ مُرَورَ الْعَجَمِيِّ وَالْعَرَبِيِّ * فَمَرَّ الْوُلْفُ وَالتَّكَارِيرُ * وَالْفُلاَّنُ وَالبْنَابِيرُ * وَمَرَّ الْفَوَارِسُ * أَهْلُ الْقَلاَنِسِ * مِنَ الْفَرَانِسِ * وَأَسَاتِذَةِ الْمَدَارِسِ * وَتَلاَمِذَةِ الْكَنَائِسِ..."
كما يصف الشاعر الفذ سيديا بن هدار موكب الأمير التروزي أحمد سالم ول إبراهيم السالم رحمهما الله مارا بقنطرة أهل محمد الحبيب في الجانب الغرب من اندر:
مولْ الملك الحيْ السبحانْ ** تبـــارك وتعــــالَ
درجَ عاطيهَ ما تنهانْ ** ما جَابرْ حَدْ ألْ ذَاك آلَ
طرُّ حالَ ذاك إللِّي بانْ ** أحمد سالمْ يالرجــالَ
ذاك أميرْ الدرجَه والشانْ ** تتگامطْ بيه الزمـالَ
مستگبل نافد موريتانْ ** امكرطِي من ساحل صالَ
فـوگو ظـلالَ فّارَدَانْ ** والدرجَه فوگْ ظلالَ
ذيك الحاَل من فم اتبان ** هي حالتْ ذيك الحالَ
تحتفظ مدينة اندر بالعديد من المعالم والكثير من الوثائق المتعلقة بموريتانيا مع أن أغلب تلك النصوص تم نقله إلى الوثائق الوطنية بنواكشوط أو إلى المكتبة الوطنية بوزارة الثقافة. ومن بين تلك الوثائق تقارير وصور لم تنشر بعد... ولعله من المفيد أن نستفيد في كتابة جانب من تاريخنا السياسي والاجتماعي من أرشيف هذه المدينة والتعريف به خدمة لتاريخ موريتانيا.

الثلاثاء، 1 يناير 2013

وجاهة ولد اعل الشيخ حياته و جهاده/ بقلم المؤرخ :الشيخ محمد غيثي بن الشيخ أمم


حتفاءابالذكري الثانية و الخمسين لعيد الاستقلال الوطني نظمتالرابطة الوطنية لتخليد بطولات المقاومةالوطنية يوم 03/11/2012محاضرة تحت عنوان : صفحات مشرقة من تاريخ المقاومة الوطنية،وجاهة ولد اعل الشيخ حياته و جهاده ألقاها الاستاذ و المؤلف: غيثي بن أمم
نص المحاضرة:
السيد الامين العام لوزارة الثقافة و الشباب و الرياضة
السيد رئيس الرابطة الوطنية لبطولات المقاومة الوطنية ،
السادة الحضور كلكم باسمه و مقامه السلام عليكم ورحمة الله تعالي و بركاته
ايها السادة و السيدات لاشك انكم تدركون اكثر من غيري ان الكلام علي شخصية من العيار الثقيل يتطلب الكثير من الوقت اكثر مما يسمح به الوقت المقرر لتناول هذه المحاضرة .
وسوف اتناول هذا الموضوع من خلال محورين اساسيين اولهما : التعريف بوجاهه و بعض حياته الاسرية ، و ثانيهما : يتعلق بالعمليات الجهادية التي قام بها هذا القائد في الساحة الجهادية مما هو متفق عليه عند الكتاب و الباحثين و خاصة في عمليات كل من :
( تنغرادة ) و ( ام اغوابة ) ، ( انواذيبو ) ، (الاروي بو كرن ) فقط تاركا في الوقت الحاضر الحديث عن عمليات تعرض لها ادب المقاومة ، و بعض الباحثين مثل عمليات تذكر في الجريفية و حفرة ودان الشرقية و ابطاح ارجل و المنتفعة و العبيدي بازواد، وربما غير ذلك حتي تكتمل المعلومات حول هذه العمليات.
و للتنبيه : فانني لن اتعرض كذلك لجهاد اخيه المقدم محمد المامون الذي خلفه بعد استشهاده و الذي استشهد هو ايضا في 03-07-1927 و الذي سبق ان حكمت عليه السلطات الفرنسية بالسجن المؤبد و لم يخرج من السجن الا بعد استشهاد اخيه وجاهة باكثر من سنة حيث استطاع ان يكسر قيد الحديد و يتخلص من جلاديه و ينجو باعجوبة الي ان يصل الي الشمال و يلتحق بالسلطان الشيخ امربيه ربه و الذي اصدر امرا بتعيينه مقدما للجهاد مكان اخيه الراحل .
و لنبدا بالمحور الاول :
و لكن من هو وجاهة ؟
هو محمد تقي الله الملقب وجاهة بن اعل الشيخ بن الشيخ محمد تقي الله بن الشيخ محمد فاضل بن مامين ، و قد كناه جده الشيخ محمد تقي الله بهذه الكناية راجيا له من المولي جلت قدرته ان يكون وجيها عند الله و عند الناس .
ولد هذا المجاهد ( بتكيكل ) و ليس هنالك تاريخ مؤكد لسنة ازدياده ، و انما هي تدور ما بين سنتي 1881 م _ 1887 م حسب الروايتين ، الفرنسية و التقليدية .
و تجدر الاشارة الي اني اعتمدت في هذا المحور علي كتاب الطالب اخيار بن الشيخ مامين ( الشيخ ماء العينين علماء و امراء ) الجزء الثاني الطبعة الثانية 2011م ،و كتاب محمد المصطفي بن الشيخ مامين بن سيدي عثمان بن الشيخ محمد تقي الله بن الشيخ محمد فاضل بن مامين حفيد وجاهه ( البطل وجاهة ) الصادر في 2004م ، كما اعتمدت علي بعض الروايات الشفهية المختارة من بين عدة روايات مثل الاخذ من اخوتي الكبار من جهة و الاخذ من السيد القطب بن الشيخ ماء العينين بن اعل الشيخ وهو ابن اخ وجاهة ، و الذي اجريت معه اتصالا بتاريخ يوم الجمعة 28-09-2012 و الموجود حاليا بانواذيب .
كما سبق لي ان اجريت كثيرا و كثيرا من الحوارات مع كل من والدتي المغفور لها اعزيزة بنت مانت الله ، و المغفور لها اختي اخديجتنا بنت امم ارملة وجاهة و المغفور لها تمني بنت وجاهة ، هذا بالاضافة الي ما لدي انا شخصيا من الكتب و المراجع و البرقيات و المخطوطات .
و لنعد الي التعريف بوجاهة فوالدته هي ( اسياته بنت البان ) من تنواجيو ، وهذه الاخيرة امها ( ميه بنت ابيه ) من كنتة و له اربعة اخوة اشقاء هم سيداتي و قد استشهد في عملية تيزنيت بالمغرب سنة 1912م ، و محمد المامون الذي استشهد في عملية ( آكليل ) الي الشمال من ولاية اترارزة ، و محمد فاضل ، و محمد معروف و لهم اخ سادس اسمه الشيخ ماء العينين امه تدعي ( زليخه ) بنت عابدين من لحمنات و لهم ايضا اخ سابع اسمه محمد الغيث امه فاطمة بنت السيدي من لحمنات و لهم اخوات حصلت علي اسماء بعضهن و هن : اسياته ، ميه ، سعاد ، الاديبة ، حينة ، الامينة ، البارة ، ربيعة ، اخديجة ، الحجة ، فاطمة ، مريم سهلة.
فسيداتي و محمد المامون استشهدا قبل ان يعقبا ذرية و اما وجاهة فعقب بنتا واحدة تدعي الحسنية المكناة ب ( تمني ) و هذه الكناية الاخيرة هي التي اصبحت تعرف بها ، و امها اخديجتنا بنت امم وهذه امها الحسنية بنت الشيخ محمد فاضل بن محمد و اما تمني بنت وجاهة فقد تزوجها بن عمها الشيخ مامين بن سيدي عثمان و انجبت منه الاديب محمد المصطفي و اخيه الشيخ التراد و اختيهما ، ( تربانة ) ، ( النعمة ).
وقد ولدت تمني قبل استشهاد ابيها باشهر قليلة و توفيت في 03-01-1986 باطار .
وعرف وجاهه منذ صغره بحفظ القران الكريم و اخذه من العلوم التي كانت سائدة في زمنه بالاضافة الي ميله اكثر علي قراءة سير الابطال ورياضتي الفروسية و الرماية ، كما عرف منذ صغره ببغضه للكفار ، لما شاهده من ظلم المستعمرين الفرنسيين و ابتزازهم للمواطنين مما جعله يتخذ قرارا في نفسه بالانضمام الي المجاهدين في سبيل الله .
حيث بدات عيون الاستخبارات الفرنسية ترصد تحركاته من خلال انشطته الرياضية فشعر هو بذلك فتصرف بذكاء حتي يخرج من البلد فتظاهر بالنشاط التجاري لحاجة في نفس وجاهة ليوهمهم بانه لا يريد الا حرث الدنيا و السعي في ارباح تجارتها.
و شاء الله لوجاهة ان يرافق اباه و كان برا به لا يفارقه الا في ظروف قاهرة حيث استدعي حاكم النعمة الاعيان و الوجهاء الي مكتبه ليبلغهم عريضة كبيرة من الضرائب التي لا حصر لها فتذمر الحاضرون من كثرتها و تنوعها فتدخل اعل الشيخ مبينا بان هذه الامور غير شرعية و غير منصفة فقاطعه الحاكم زاجرا ثم ضرب مكتبه بيديه متحديا فنهض له الشاب وجاهة الذي كان جالسا خلف والده و هم بالانقضاض عليه ، الا ان بعض الحاضرين التحموا بوجاهة و اخرجوه من القاعة حتي لا يناله غضب الحاكم الذي رفع الاجتماع حتي اشعار جديد و شاهد وجاهة ايضا مصادفة لا تقل تحديا عن التي قبلها و هي انه كان في مهمة خارج حي والده و عندما قدم الي خيمة هذا الاخير فاذا بمجندين يرفعان الصوت علي ابيه في شان تحضير الشاي لهما بسرعة فقال لهما اعل الشيخ كنا ننتظر مجئ احد الاشخاص للقيام بذلك فقال له احدهما بل قم انت باعداده فسمع وجاهه هذا الكلام وانقض عليهما هو و مرافقوه و جردوهما من السلاح و طردوهما .
فما كان منهما الا ان يعتذرا لاعل الشيخ طالبين منه التدخل لانقاذ ماء وجهيهما من هذه الورطة فانتزع اعل الشيخ من يد ابنه السلاح ورده اليهما و بالغ في اكرامهما فذهبا و تسترا علي الحادثة حفاظا علي مصداقيتيهما .
ولقد ترعرع وجاهة علي حديث الساعة و جهاد الشيخ ماء العينين و استشهاد سيدي ولد مولاي الزين و مقتل كبولاني و استشهاد الاميرين بكار ولد اسويد احمد و احمد بن سيدي اعل الملقب ولد عساس و غيرهما ، و نفي المجاهد الكبير بناهي بن محمد الراظي الي ساحل العاج ليبقي هنالك حتي استشهد رحمه الله في السجن و غير ذلك من ما لا يطاق فقرر وجاهة الاختفاء فجاة ولم يظهر الا عند مقبرة الشهداء في تجكجة حيث ترحم علي ارواحهم ورفع يده اليمني متوجها الي الشريف الشهيد قاتل كبولاني قائلا له نعاهدك و نعاهد الله و من خلالك نعاهد الشهداء بان الدماء لن تتوقف و ان القائمة ستطول حتي يرحل الفرنسيون وهم صاغرون ، ثم امتطي مطيته و انطلق في موكبه المؤلف من اربعة اشخاص متوجها الي ادرار فحط رحاله عند عمه الشيخ محمد المامون الملقب امم و اقام عنده برهة من الزمن تزوج خلالها ابنته اخديجتنا ثم بعد ذلك اكمل له عمه كل حاجياته لبلوغ مشروعه الذي يطمح اليه ثم ودعه في اواخر سنة 1922 متوجها الي سبخة كدية الجل متظاهرا بانه سوف يشتري الملح من هنالك ليعود به للتجارة المزعومة ، و لكنه ما كاد يقترب ليلا من ضواحي مدينة افديرك و سبخة الجل حتي انحرف الي الشمال الغربي للعبور من اقرب نقطة خارج نفوذ السلطات الفرنسية فوصل في مطلع شهر يناير 1923 الي قلعة الجهاد المركزية و هي حضرة عم والده الشيخ ماء العينين الراحل بالسمارة فاستقبله كل من المجاهدين الكبيرين الشيخ الولي و الشيخ محمد الاغظف ابني الشخ ماء العينين فبعثا به الي اخيهما السلطان الشيخ امربيه ربه باكردوس و استقبله استقبالا بهيجا ثم امر اخويه الشيخ محمد الاغظف و الشيخ الولي بالتعبئة له فجمعا له قادة فصائل المقاومة الوطنية ورؤساء القبائل الرئيسية مثل الرقيبات واولاد الدليم و تكنة و لعروسيين و الكرع واولاد ابي السباع و اولاد اللب و غيرهم حيث انعقدت اجتمعات هامة يحضرها اعل بن ميارة و اسماعيل بن الباردي و احمد ولد حمادي و احمد سالم بن احمد باب و التقي بن المامي و سيدي ولد الشيخ ولد العروسي و احمد بن عثمان بن ابراهيم اخليل و عبد الله بن اسويح و الكيحل بن التروزي و كان ذلك بحضور وجاهة حيث تم التعارف المتبادل و رحب الجميع بدعوة وجاهة للجهاد و تعهدوا بدعمه ماديا و بشريا .
و بعد هذه اللقاءات استدعاه السلطان الشيخ امربيه ربه لوضع اللمسات الاخيرة علي تلبية مطلبه فاصدر امرا بتعيينه قائدا للجهاد في بلاد شنقيط و قدم اليه نصائحه وتوجيهاته ثم امر بفتح مستودعات السلاح امامه ليتزود بكل ماهو بحاجة اليه و قبل ان يغادر كان من المقرر ان يحضر السلطان سباق الخيل فدعي اليه كلا من الشيخ محمد الاغظف و المقدم وجاهة وعندما لاحظ وجاهة حركة الخيل ابدي رغبته للشيخ محمد الاغظف في المشاركة في هذا السباق فشعر السلطان بذلك وامر باحضار جواد مسروج صحبة الزي الابيض الخاص بالفروسية فجئ به و امتطاه القائد وجاهة متوشحا بندقيته وهو يقوم في نفس الوقت بتمرينات فروسية عسكرية و انطلق بين المتسابقين في الميدان ففاز في حلبات السباق الثلاث فتعالت الزغاريد و التصفيقات و قرعت الطبول ووقف السلطان و باش المدينة و القائد العسكري .
وبعد انتهاء الحفل استقبله السلطان وودعه آمرا له بالشروع في العمليات الجهادية مباشرة فتوجه الي الحاميات الفرنسية في بلاد شنقيط علي ما سنراه في المحور الاتي .
المحور الثاني وهو المتعلق ببعض عمليات وجاهة الجهادية
1- عملية تنغرادة :
لقد صادف بزوغ نجم المقدم وجاهة فترة عانت فيها المقاومة سباتا عميقا بعد عمليات كل من لبيرات و صد هجوم العقيد موري المفوض السامي الفرنسي علي بلاد شنقيط الذي جاء الي مدينة السمارة رمز المقاومة الوطنية و مكان الشيخ ماء العينين بالعملية التي تعرف بعملية لقليب او الحمادة و عملية الحفرة الاولي فكل هذه العمليات الثلاث وقعت ما بين شهري يناير و سبتمبر سنة 1913م ففي عملية لبيرات المدوية و التي كانت نتيجة هجرة محمد الملقب لكرع و فياه بن سيدي بن المعيوف و الذي اصبح يعرف اكثر ( بفياه ) من ادرار الي المقاومة الوطنية في الشمال و الذي دعمه الشيخ محمد لغظف بن الشيخ ماء العينين بكل ما يخدم طموحه الجهادي فانطلق بقوة عسكرية قوية بقيادة المجاهد الكبير محمد بن الخليل بن اعل بن الدخيل الرقيبي التهالي و بمساعدته هو نفسه للهجوم علي حامية لبيرات و التي تمت ابادتها كلها و استولي المجاهدون علي كل ما تملكه من الاسلحة و المطايا و الاموال فكانت دفعا كبيرا للمقاومة .
و اما هجوم المفوض السامي العقيد موري و الذي كان ردا علي عملية لبيرات فوجد المقاومة له بالمرصاد بقيادة الشيخ محمد الاغظف فاجبرته علي الفرار هو و جيوشه بعد ان خسر الطرفان بعض قواتهم الا ان موري خسر العديد من ضباطه و جنوده و كاد يقع في الاسر هو و ابن المقداد و اكتفي بهجوم رمزي لا يريد منه الا انه هجم علي رمز مقاومة السمارة و التي لا يوجد بها الا حارس واحد فقط نجا بنفسه.
و اما عملية حفرة لقديم و التي وقعت في شهر سبتمبر من نفس السنة بقيادة المجاهد الكبير اعل ولد ميارة فكانت ايضا عملية موجعة للعدو، و لكن هذه العمليات الثلاث لم يعقبها شيئ يذكر حتي سنة 1923م مع بداية عمليات وجاهة المزلزلة و التي من اولها عملية تنغرادة و التي سوف اتحدث اليكم عنها في الفقرة التالية .
و هكذا انطلق وجاهة من بلاد زمور وهاجم مطايا الفرنسيين في المكان المعروف بتنغرادة علي بعد 45 كلم الي الشمال من مدينة اطار بالقرب جدا من اكصير الطرشان و ذلك في شهر مايو 1923 و غنمت الغزوة مائة جمل للنصاري و اقلعت عائدة الي الشمال وجند لها الفرنسيون وحدة نخبوية عسكرية يقودها الرقيب المتمرس عبد الجليل بن الفيلالي و ادركتها بالقرب من بئر شار فدارت بينهما معركة خاطفة انتهت بفرار وحدة عبد الجليل و موت احد جنوده .
و فقدت المقاومة احد ابطالها الكبار وهو الشهيد سيدي بن اييه شقيق البطل الكبير احمد ولد اييه الشليين و عادت الغزوة الي قواعدها منتصرة .
و من بين الذين شاركوا في هذه العملية الاخوان احمد بن اييه و سيدي بن اييه و سيني بن الدرويش الرقيبي و الشيخ احمد بن لخديم الاكشاري و عثمان بن كركوب العمني و اعليه بن الحاج الغيلاني و الشيخ بن لجرب الرحالي و سلامة بن شك اراكن اللبي ، و عشرة من كتائب السمارة المعينية ، و غيرهم من مختلف المجاهدين .
و كان لهذه العملية و قعها في نفوس سلطات المستعمر الفرنسي الذي كان يظن ان الطريق لاكمال احتلال بلاد شنقيط اصبحت مفروشة بالبساط الاحمر .
2- عملية ام آغوابة و التي تعرف احيانا بعملية اشريريك
و ما ان عادت غزوة تنغرادة الي مخيمات المقاومة في الشمال منتصرة حتي تقاطرت افواج الرجال علي مقر قيادة وجاهة حيث بدأ الاعداد لاكتتاب 250 مجاهدا ، الا انه ماكاد العدد يبلغ 150 مقاتل حتي قرر وجاهة التعجيل بتلقين الغزاة الفرنسيين درسا جديدا قبل ان يسترجعوا انفاسهم بعد صدمة ما حدث في تنغرادة وانطلقوا بجيش قوامه 150 من خيرة المجاهدين حتي و صلوا ناحية كصبة الحسيان غير بعيد كثيرا من حفرة وادان و توقفوا مدة يومين لوضع سيناريوهات المرحلة القادمة فقرروا ان يذهب نصف الغزوة بقيادة القائد الشهير احمد بن حمادي الي وحدة ( الكوم ) المتواجدة ( بالخرفانية ) شمال تجكجة ، و غزوة اخري يقودها المقدم وجاهة نحو حامية حفرة وادان فانطلقت الغزوتان و اللتان سوف تعودان منتصرتان كما هو معروف .
و عندما كانت غزوة وجاهة تتواجد علي مضارب حفرة وادان علم من بعض انصار المجاهدين في وادان ان الفرنسيين ارادوا سبق الاحداث و بعثوا كتيبة يقدرها الباحث الطالب اخيار ولد الشيخ مامين ب 50 مقاتلا و يقدرها الاديب محمد المصطفي ولد الشيخ مامين ب 60 مقاتلا من بينها 35 من القناصة السنغاليين و ملازم و عريف فرنسيان يساعدهما الحرسيان الرقيبان ( امبارك كلير ) ، وسيد احمد بن ابيبك و الباقي من الكوم فتوجهت هذه الكتيبة الي انتيد حيث يوجد الشيخ محمد المامون الملقب امم وهو عم وجاهة بمخيمه و حيث توجد اخديجتنا بنت امم زوج وجاهة و ابنتها تمني الرضيعة فاحتلت الكتيبة الفرنسية ابار انتيد و حفرت الخنادق و المواقع الحصينة في المنطقة الصخرية ما بين الآبار و مخيم امم حيث يوجد هذا المخيم علي بعد حوالي اقل من 2 كلم و تخندقت في المواقع و نصبت المدافع ، و في عشية يوم 26 نوفمبر 1923 م وصلت كتيبة المجاهدين بقيادة المقدم وجاهة الي مكان يقال له ادي المصدار الي الشرق من الحامية الفرنسية و كممت افواه جمالها و كمنت هنالك.
و في حدود الساعة العاشرة مساء تسلل وجاهة و احمد ولد اييه و سيني بن الدرويش الي المخيم فالتقي وجاهة زوجه واخذ بنته يلاطفها لاول وآخر مرة وقدم اليها بعض الحلي ، و بعد منتصف الليل بقليل توجه الرجال الثلاثة الي الحامية الفرنسية و طافوا حولها عدة مرات ورصدوا المواقع الاستراتيجية فوجدوها تنعم بنوم هادئ ، ثم رجعوا الي كتيبتهم لتحضير هجوم الفجر و في هذا الصدد دلني المغفور له سيني بن الدرويش في لقاءات اجريتها معه سنة 1977م علي شجيرتين مازالتا و حتي اليوم تقفان علي سوقهما كانتا موقعا لاختبائهم حولهما ذهابا و ايابا . و كذلك الخنادق و التحصينات ما زالت قائمة و كانها لم يمض عليها الا ايام قليلة .
و في فجر يوم 27 نوفمبر و اثناء تحضير كتيبة المجاهدين للهجوم شعرت بهم امراة يقال لها مريم بنت المنعة فصرخت خوفا منهم فسمعها اخرون و كان رجال الحامية يتحسسون عند ئذ انطلقت صفارات الانذار و اعلنت حالة التاهب القصوي ، فشعر المجاهدون ان عنصر المباغتة قد افرغ من مضمونه فحولوا وجهتهم نحو ( ام آغوابة ) يوم 27 من نفس الشهر يريدون استدراج العدو شيئا فشيئا خارج تحصيناتهم الي مكان افضل بالنسبة لهم.
و اما الملازم بدرين ( Bedrine)قد انطلق علي اثر المجاهدين طوال يوم 27 وليلتها في حين و صلت كتيبة وجاهة الي كثبان ام اغوابة و تركت الابل تمشي بعيدا عبر الممر المالوف بحراسة بعض عناصر المقاومة و تمركز المجاهدون علي الاطراف من جميع جهات المعبر في شكل ميمنة و ميسرة و قلب و عسس وقوة احتياطية في مكان اخر للنجدة او المطاردة .
و للملاحظة فان منطقة ام آغوابة تبعد عن انتيد بحوالي 80 كلم الي الشمال الشرقي وهي منطقة كثبان رخوة لا توجد بها الحجارة و لا السباخ و لا الاشجار باستثناء شجيرات الحلفاء و التي تعرف محليا بالصبط و يغوص فيها الجمال و الناس الي حد ما .
و في الساعات الاولي من صباح يوم 28 نوفمبر 1923 حلت كتيبة الملازم بدرين بالقرب من مكان المجابهة فشعر ان المواجهة سوف تندلع بين لحظة و اخري فوزع جيشه علي نمط التوزيع الفرنسي المالوف في شكل مربع و فرقة استطلاع امامه .
و ما كاد يندفع في هذا المكان حتي قال احد فرقة الاستطلاع الفرنسية هذه رائحة القطران فرد عليه احد المجاهدين بقوله رؤيته يا ( محروق الابي ) و فجاة رفع وجاهة صوته بالتكبير و اطلق اول رصاصة ثم انطلق المجاهدون تكبيرا وصراخا و التحم الطرفان في قتال عنيف و علي الفور سقط الملازم و مساعده الفرنسيان و تم القاء القبض علي ثمانية من الكوم من بينهم الرقيبان امبارك الليل و ابن آبيبك واسر ايضا حوالي تسعة من القناصة السنغاليين و فر ما بين 4 الي 6 من الكوم بعد ان دفنوا سلاحهم تحت الكثبان و فر كل واحد منهم علي جهة لا يعول علي صاحبه ،و اما بقية الجيش فقد تمت ابادته اي اكثر من ثلاثين قتيلا من القناصة و 6 من الكوم قتيلا . و بعد انتهاء المعركة عقدت قيادة المجاهدين اجتماعا قررت خلاله ارسال خمس الغنائم بما في ذلك المدفع الرشاش ( بوتاسارت ) الي السلطان الشيخ امربيه رب باكردوس و اعطاء جمل الملازم المتميز الي القائد وجاهة بالاضافة الي العلم الفرنسي الذي تم الاستيلاء عليه من ضمن ما اخذ الي وجاهة ايضا ليفعل به ما يراه مناسبا .
و للتنبيه فان امبارك اكلير هذا هو الذي القي القبض قبل هذه العملية باقل من شهر علي محمد المامون شقيق وجاهة عند جبل ادرك و عامله بكل قساوة و بعد ان استراحت الغزوة بعض الوقت انطلقت باتجاه المخيمات في الشمال و عادت سالمة غانمة .
و اما حاكم دائرة اطار اترانشان ( Tranchant )فقد ذهب بجيش قوي متوجه الي ام آغوابة فوصلها في اليوم الثاني فاذا بالجثث متناثرة هنا و هنالك ورائحة الموت توجد في كل شيئ فانزعج كثيرا و نظر الي الاوروبيين و اشتغل هو و جيشه في ردم الاموات بجانب الكثبان الزاحفة و كان ذلك في اقصي ما يكون من السرعة و انطلق علي اثر الغزوة نصف يوم ثم رجع خائبا .
وقد غنم المجاهدون اربعين بندقية من بينها المدفع الرشاش و خمسة و اربعين جملا و صناديق من الذخيرة بها ما يزيد علي 10 آلاف رصاصة و اشياء اخري.
و قد استشهد من المجاهدين البطل محمد بن برهاه الرقيبي من اسواعد وولد البار من كتائب السمارة المعينية كما جرح عبد الله بن عمر بن الغيلاني الدليمي الوديكي .
و من بين من شارك في هذه الغزوة كل من :
قائدها وجاهة بن اعل الشيح و الشيخ مامين بن سيداتي بن الشيخ ماء العينين و يحفظو بن اسلمو من ال الشيخ ماء العينين ، و محمد فاضل ولدالشيخ ماء العينين بن الشيخ احمد السباعي و محمد تقي الله بن عبد الوهاب القلقمي قاضي الغزوة .
و من الرقيبات السواعد جماعة منها عبد العزيز بن عبد الحي و محمد المهدي ولد عبد الله و الحبيب ابناء البو ، و اللوه و عمار و خطاري و عبد العزيز ابناء برهاه و احمد بن المختار بن عبد الله و عبد الحي بن مولاي اعل و عمار بن مولاي اعل و عبد الله بن السويح الزرقي و الكيحل بن التروزي و سيدي بن اغريشي و ابراهيم بن البمباري و عبد الودود بن احمد بن ابراهيم و كمال بن هداد و محمد بن العروسي بن اسويدي العروسيون .
و من اولاد ادليم محمد بن باهية و حم المين بن باهية و احمد بن الصلاي و محمد بن بيداه و محمد بن هيبه ، و من اولاد اكشار الشيخ احمد بن الخديم و الغيلاني بن النانة و من اولاد عمني عبد الله بن احمد الاعمي و عثمان بن كركوب و محمد بن هيبة الكوشاط .
و من ايت الحسن علال بن رمظان و من اولاد اللب سلامة بن شك اراكن و سيدي محمد بن الدليمي .
و محمد بن بو كراع السكراني و من كتائب السمارة المعينية ولد فال بن ابي و محمد رشيد بن اندور و سيدي محمد بن الدليمي و عبد الله بن بلاله و محمد فال بن المختار الزحاف و احمد بن اييه و احمد بن احمدو و محمد الشيخ بن اعل العبيد ، و السالك بن الناجم و محمد فاضل بن الحاج يوسف و محمد فاضل بن حبيب و محمد فاضل بن حيمت وولد بن الحاج عبيد و احمد بن ابيهيم و البشير بن ابنيجارة و عالي بن الحسين الملقب بو الارواح و احمد بن سيبودة الغيلاني و محمد بن اواه و سيدي احمد بن الزاوي السكراني و سيلوم ، و الشيخ بن الاجرب الرحالي و السالك بن اعل بن لفظيل العروسي ومولاي بن امبارك و غيرهم من مختلف القبائل و الجهات .
و في خضم هذا الانتصار الرائع تحدث شعراء ادب المقاومة كثيرا و من ذلك ما يلي :
وجـــــاهه يلـيـل رايـم من زينت مسل وساه
امـش جـرله لـخزايم من عزت كان يلكاه
وجاهه من كوم الرفعة و الكوم الجات نكــاه
اخـل صـنك فالمـنتفع واصنيك فانتيد اخلاه
وشاء الله ان يصادف اختيار تاريخ استقلال موريتانيا تاريخ هذه العملية .
و مما هو جدير بالذكر ان الاسري الذين تم القبض عليهم في عملية ام اغوابة كانوا موضوع و ساطة رفيعة المستوي من طرف فرنسا حيث تم تبادلهم باسلحة هامة من المدافع و الذخيرة اعطت دفعا للمقاومة انظر كتاب محمد المصطفي بن الشيخ مامين الصفحة 129(البطل وجاهة ) المصدر السابق
3 – عملية انواذيبو
بعد عملية ام اغوابة الموجعة هاهو وجاهة يطل عبر سواحل المحيط الاطلسي علي راس كتيبة من 118 مجاهدا لتحاصر حامية انواذيبو عند الميناء المحصن ففي فجر ليلة 26 مارس 1924 هاجمت وحدة المقاومة الحامية الفرنسية في الساعات الاولي من نفس اليوم حيث لاحظ عسسها ان اشكالا خافتة تزحف زحف الضفادع من عدة جهات باتجاه الحامية فاطلق اول رصاصة انذار فرد عليها وجاهة و جيشه بالتكبير الله اكبر و الصياح و اطلاق النار الكثيفة في كل مكان و في اول المواجهة تم الاستيلاء علي صناديق بها 4000 آلاف رصاصة تم اخراجها علي الفور عن ميدان المعركة نحو وحدة الدعم المتمركزة خارج القتال و دامت هذه المعركة الشرسة بين الطرفين زهاء 5 ساعات .
و بعدما علم المجاهدون انهم حققوا كثيرا من اهدافهم انسحبوا بغنائمهم وتوجهوا الي مخيمات المقاومة دون ان يستطيع الغزاة الفرنسيون النيل من غنائمهم و لم يتمكن الاعداء في حامية انواذيبو من السيطرة علي الوضع و استرجاع قاعدتهم الا بعد ان تم الجلاء الكلي من ميدان المعركة و قتل منهم علي اقل تقدير 4 جنود و جرح الكثيرون و غنمت الغزوة صناديق الرصاص و سبع بنادق ذات الطلق السريع جاهزة للاستخدام .
و لا يزال احد احياء مدينة انواذيبو يحمل اسم حي اكراع النصراني .
و لقد شرفت القوات المسلحة الموريتانية اطلاق اسم قائد هذه العملية وهو وجاهة علي القاعدة العسكرية الاولي بانواذيبو .
و بعد ان انتهت عملية الهجوم علي انواذيبو و عادت الغزوة الي قواعدها منتصرة و كان من بينها بعض ابناء مدينة انواذيبو ممن لا يحبون لبلدهم رؤية المستعمر علي ارض آبائهم و اجدادهم التي كانت رمزا للحرية و الكرامة .
و يقول بعض شعراء ادب المقاومة اشادة نظما هاما الي ان يقول :
و اخل صنك فانواذيبو سعدك يل عت احبيب
يــل الاله للكفار تجيب يـتـبـاك و اياه امعاه
هــو مـزال ابـتـبـيـب يتـعـظظ كان مـاجاه
4 _ عملية الاروي بو كرن و استشهاد وجاهة
و في صباح يوم الاثنين وهو اليوم الاخير من شهر رمضان 05-05-1924 م استيقظ المقدم وجاهة و اغتسل و اكتحل و ساك اسنانه و قص اظفاره و تطيب و صلي نوافل قبل صلاة الصبح و صلي الصبح ثم توشح سلاحه وتوجه بالمجاهدين الي احدي الفرق المتنقلة التي توجد بالقرب منهم فهجموا عليها في الساعات الاولي من فجر اليوم و استولوا علي المطايا و اقتحموا الحامية من كل الجهات و بعد ساعات من القتال الشرس ما فتئ ميزان القوة يتجه شيئا فشيئا لصالح المقاومة ، الا انه و مما لم يكن في الحسبان بهذه الدرجة و بحلول الزوال جاءت فرقتان متنقلتان قويتان بالاضافة الي القوة التي كانت موجودة و اصبحت هذه الوحدات الثلاث تطوق المجاهدين الذين ظهر لهم انه لا جدوي اطلاقا من المجابهة فاشاروا الي القائد وجاهة بانهم يفضلون الانسحاب بغنائمهم دون ان يخسروا شيئا و بهذا تكون الغزوة قد حققت انتصارا يحسب له حسابه فرد عليهم وجاهة بقوله انه هو شخصيا سبق له ان باع نفسه و ماله في سبيل الله و جهاد الكفار و لن يولهم دبره فانسحب اكثرهم و بقيت جماعة بحوالي عشرة اشخاص مستميتة معه حتي قبل غروب الشمس فلاحظ احد الجنود ان اطلاق النار ينطلق من جهة شخص واحد متحصن لا هو يقبل الانسحاب و لا هو يقبل الاستسلام فداروا من حوله من جهات اخري فاطلق عليه ثلاثة رجال الرصاص دفعة واحدة فاصابه واحد منهم فقط ولم يعرف بالتاكيد حتي الان ايهم قتله و ذلك انه في البداية ترشح الكثير لنيل المكافاة ثم تراجعوا عن مثل الفوز بهذا الموقف ، فتوجهوا نحو الشهيد لياخذوا سلبه وهم لا يعرفونه و عندما فتحوا (اغرابه) اي المحفظة التي تجعل فيها الذخيرة وجدوا سبحة خاصة فتمعنوا في الامر و قيل ان احدهم و يقال له حسنا بن بارك الله تفاجا و قال لهم اتعرفون من هذا القتيل فقالوا لا و الله فقال انه وجاهة بن اعل الشيخ و انفجر بكاء واصاب مجموعة الكوم ذهولا كبيرا فاذا بالنقيب ( اتوان THOINE) قائد الكتيبة يعدو فرحا و يطلق الرصاص في السماء ثم وقف علي الشهيد و قال لمجموعة البيظان اقطعوا الراس فرفضوا رفضا تاما فبقي حائرا فالتفت الي القناص المدعو سيدي بي و قال له اقطع الراس ففعل ووضعه امامه ثم توقف قليلا يحدق فيه نظراته ثم التفت مرة ثانية الي سيدي بي و قال له اقطع اليد اليمني تلك اليد التي لا تخطئ طلقاتها ففعل سيدي بي و جعل اليد بجانب الراس ثم توقف النقيب مرة اخري و حدق بصره في كل الجهات ينظر الحاضرين دون ان يفوه بكلمة ثم التفت للمرة الثالثة الي سيدي بي و قال له لا يكفي ما فعلت جرده من جميع ثيابه ثم انطلقوا بغنيمتهم هذه نحو الثكنة العسكرية بالقرب من آغوينيت و نصبوا الراس و اليد فوق خشبة امام خيمة النقيب القائد وزملائه الفرنسيين ورفعوا العلم الفرنسي فوق الراس علي نغمات النشيد الوطني الفرنسي و كان الوقت ليلا واتوا بالاضواء الكاشفة و سلطوها علي الراس و اليد ، و مما هو جدير بالذكر ان هذا الرجل الشهيد يقال انه من اجمل الرجال فطلبوا من الناس التفرج عليه من قرب فكادت تقع مصادمات و خاصة بين النساء الشنقيطيات حيث انفجرن بكاء و نظمن ما يسمي ( شور : يا رب ترحم وجاهه يا رب ترحم وجاهه ) و قد قيل في ذلك الكثير من الاشعار الحسانية و كادت الاوضاع تتفجر بين لحظة و اخري و تم توقيف الرقيب حامد بن لعبيد الغيلاني الذي وشي به احد لدي الضابط الفرنسي و لم يطلق سراحه الا في اليوم الثاني .
و قد حدثني المغفور له محمد بن اماه الغيلاني سنة 1970م وهو احد اصحاب الرتب بالحامية ان عواصف شديدة رعدية تصم الآذان و بها برق يخطف الابصار عصفت هذا المكان و لم تبق خيمة واحدة قائمة وحاول النصاري ان لا تسقط خيامهم ولو تبقي مرفوعة بالرجال و لكن الحال اشتد و اشتد فلم يبق امام النقيب الا ان استدعي اصحاب الرتب العالية من الكوم و سالهم هل سبق لهم ان شاهدوا مثل هذه العواصف فقالوا لا فقال لهم و بماذا تفسرون ذلك فقالوا له ان هذا الشريف له مكانة كبيرة و رجل دين و فعل به اكثر مما يجب ان يفعل به و نحن من جانبنا غير راضين عن ذلك كما انه لم يمثل بالملازم بدرين و لا بمساعده باليزي الفرنسيين فعند ئذ قال لهم خذوا صاحبكم و افعلوا ما ترونه صائبا فاخذوا الراس و اليد و لفوهما بكفن و طيبوهما بالتحنيض و دفنوهما في مكان مناسب .
وقد علم بن عم وجاهة الشيخ الجليل سيدي هيبة بن محمدو في مخيمه بالقرب من مكان الحادثة فعجز لتاثره عن التوجه لدفن وجاهة فبعث بابنه الشيخ بوي و بتلميذه احمد سالم بن بيجه لدفنه بالمكان المعروف اليوم بكودي ارميثات و تحيط به سلسلة الجبال التي قال البعض ان وجاهة نعي نفسه عندها بقوله :
حامد رب مان نكدان بايت متوسد جهاد
تل الدوكج شرك اجبلان افتيرس من اكد اوادي
وقد قال لي حم بن لعبيد الغيلاني العسكري المتقاعد الموجود حاليا بنواذيبو ان اباه حامد الذي هو شاهد عيان حدثه بان قراءة القران باتت تسمع في كل الجهات مدة و ضع الراس علي الخشبة و لم يتمكن احد من تحديد الجهات التي تنطلق منها هذه القراءة .
و اما سيدي بي الذي مثل بوجاهة فقد انتفخ انتفاخا شديدا كما هو معروف و مات اليلة الثانية بعد استشهاد وجاهة موتة شنيعة .
كان لهذه الموتة اثر في نفس احد الكوم وهو سالم بن سيدي احمد بن الشريقي الذي انسحب عن الوحدة العسكرية الفرنسية وتوجه الي المجاهدين بقيادة الشيخ الولي بن الشيخ ماء العينين ولحق به ايضا ابن عمه اعل بن دومة الغيلاني للالتحاق بالمقاومة .
و من بين الذين تاثروا باستشهاده ارملته اخديجتنا بنت امم التي قالت :
نعرف عن يحفظ ستين للــفي يـنـاس اكراه
نعرف عن يهزم متين طافكه و احكم مراه
و يقول فيه شريكه في الجهاد الشيخ بن الاجرب الذي سوف يستشهد مع اخيه محمد المامون في معركة آكليل :
يقطع بالـدني مـدنـاه معوده تفرك للامه
و اسلامه عاكب وجاه ماه يدلال اسلامه
و قد استشهد مع وجاهة احمد بن عثمان بن ابراهيم اخليل و حمود بن عبد الفتاح الدليميان البعمريان و محمد فال بن المختار من كتائب السمارة المعينية و محمد تقي الله بن عبد الوهاب القلقمي قاضي الغزوة .
وكانت الجماعة التي استماتت مع وجاهة بالاضافة الي الشهداء الذين تقدم ذكرهم تضم كلا من الكوري بن العالم و محمد سالم بن بله بن احمد زين الدليميان البعمريان و السالك بن ابراهيم الدليمي التكدي و محمد بن هيبة الدليمي الوديكي و الحبيب بن الب و ابراهيم بن اباه الرقيبيان من اسواعد و البخاري بن البخاري بن لميلح السباعي و السالك بن اعل بن لفظيل و الكيحل بن التروزي العروسيان و سيني بن الدرويش الرقيبي الموسوي .
و كان اخر من كان مع وجاهة لحظة اسنشهاده سيني بن الدرويش و محمد بن هيبة الدليمي و محمد سالم بن احمد زين و هم جميعا عشرة اشخاص بالاضافة الي وجاهة فقط.
و قبل ان اختتم هذه المحاضرة فاسمحوا لي ان اتقدم ببعض الملاحظات حول وجاهة :
قال فيه رفيقه سيني بن الدرويش لن وجاهة لا يقاس دوره في الساحة الجهادية بكمه الزمني و انما يقاس بنوعه الفعلي ، و قال فيه ايضا انه من القادة المظفرين ولو لم يبحثوا عن الظفر .
و اما كل : من دوه توه لو يسكي و جيلييه فقد اتفقا في كتابيهما التوغل في موريتانيا و الغزوات علي موريتانيا ان وجاهة قائد يابي الهزيمة .
و اما انا فتذكرني صلابة المجاهد وجاهة بفلسفة القائد الفرنسي الشهير في الشجاعة نابليون بونابرت احد القادة الكبار ممن عانقوا الثورة الفرنسية بما كان يقوله لجنوده لا يقل لي احد منكم قد يئست و لكن حاولوا فسوف تنتصرون قد قال هذه المقولة العسكرية منذ اكثر من 3 قرون من الزمن و لكنه علي الرغم من ذلك سقط اسيرا بعد الكثير من الانتصارات الباهرة فتم نفيه الي جزيرة بعيدة و مات في الاسر ، ومهما يكن من امر فانه ما من قائد يذهب الي ساحة القتال الا وهو معرض للقتل و الاسر و الجرح و الفوز و حيثيات اخري .
و قد اعتمدت في هذه المعلومات علي كتاب الطالب اخيار بن الشيخ مامين ايضا المصدر السابق ، و محمد المصطفي بن الشيخ مامين المصدر السابق و الرائد جيلييه التوغل في موريتانيا و دوه توه لويسكي الغزوات علي موريتانيا هذا من جهة كما تقابلت مع شخصيات هامة منها المجاهد سيني بن الدرويش الرقيبي و محمد بن احمد بن اييه وروايات شفهية كثيرة من اعضاء اسرتنا عاشت تلك التطورات بحلوها و مرها .
هذا بالاضافة الي اني من مواليد تلك المناطق و ادركت معظم المعنيين بها و تنقلت في عين المكان من كل الجهات .
و السلام عليكم ورحمة الله تعالي و بركاته
الاستاذ و المؤلف غيثي بن امم

الخميس، 13 ديسمبر 2012

المقاومة الوطنية الموريتانية



لوقائع والأحداث

بدية الستعمار

1443البرتغاليون يصلون إلى اركين على شاطئ الأطلسي
1487 البرتغاليون ينشئون مركزا تجاريا في ودان
1638 الهولنديون يصلون إلى آركين وينشطون في إقامة المبادلات التجارية مع السكان المحليين وقد تركزت هذه المبادلات حول منتوج العلك الموجود في موريتانيا
والمرغوب من طرف الأوربيين.
1724 الفرنسيون يقومون باحتلال موقع آركين البحري ويبرمون اتفاقية مع أمير الترارزة اعل شنظوره يدفعون مقابلها رسوما جمركية للإمارة.
1758 انكلترا التي احتلت السنغال تقوم بهدم مركزي آركين وهدى الأطلسيين ويحدد الانكليز مرفأ واحدا للمبادلات هو مرفأ الصحراء على النهر ويلتزمون بدفع رسوم لأمراء اترارزة والبراكنه.
1790 الجمعية الإفريقية للاكتشافات العلمية ومقرها لندن تبعث بالرحالة "هوكتون" ويلقي حتفه في موريتانيا.
1795 الجمعية الإفريقية للاكتشافات العلمية تبعث أيضا بالرحالة مونكوبارك.
1816 جنوح الباخرة الفرنسية "لاميدوز" قبالة الشواطئ الموريتانية.
1825 الرحالة (رينيه كاييى) المعروف بولد كيجه يصل إلى البراكنه.
1833 الأمير محمد الحبيب يتزوج < جمبت> وريثة عرش < الوالو> في الضفة اليسرى لنهر السنغال.
1854 فيدرب يعين حاكما للسنغال.
1855 اندلاع الحرب بين الأمير محمد الحبيب و( فيدرب).

1855 الشيخ سيديا ولد المختار الهيبة يدعو إلى مؤتمر< تندوج> للتنسيق حول مواجهة (فيدرب).
مارس 1860 بعثة < فينساه >  الفرنسية الاستكشافية تتجه إلى آدرار بأمر من (فيدرب ).
 1890 احتلال كيهيدي وانطلاق المقاومة على يد المجاهد عبدول بوكاركان ، وقد انتقل إلى كرو في العصابة وأصبح يشن حرب عصابات على حامية الاحتلال في كيهيدي بدعم من الأمير بكار ولد أسويد أحمد.
1891 احتلال كيد ماغا
1898 كلف كبولاني من طرف حاكم السودان الغربي (مالي) بالتفاوض مع القبائل في تلك المنطقة وذلك من أجل إخضاعهم.
1899 ذكر كبولاني في تقريره عن مهمته، أهمية إنشاء إقليم يتبع للفرنسيين ويسمى موريتانيا الغربية.
27 دجمبر 1899 وزيرالمستعمرات الفرنسية يحيل مشروع إدارة موريتانيا الغربية ،المقترح من طرف كبولاني ، إلى حكومة إفريقيا الغربية في سينلويس . 
1900 بعثة < بلانشي>  الاستكشافية الفرنسية تتجه إلى ادرار
27 يونيو 1900 الاتفاق بين إسبانيا وفرنسا على تقسيم الحدود بينهما فيما يخص الصحراء الغربية وموريتانيا.
 27 مارس 1902 تكوين رتل عسكري فرنسي بقيادة < دلابلان > لمراقبة الترارزة.
مايو 1903 تسمية < كبولاني > مندوبا للحاكم العام لافريقيا الغربية مكلفا بالترارزة.
سبتمبر 1903 النقيب < فرير جان > يقوم بإنشاء مركز نواكشوط العسكري.
دجمبر 1903 < كبولاني > ينشئ في بوجى مركز تموين.
دجمبر 1903 الأميران أحمدو ولد سيد اعل و بكار ولد أسويد أحمد يقرران محاربة المحتل الوافد.
دجمبر 1903 الأمير أحمدو ولد سيد اعل يهاجم البعثة الفرنسية بقيادة كبولاني بالقرب من ألاك.
فبراير 1904 الأمير بكار يهاجم مركز "ميت" شمالي كيهيدي.
12 مارس 1904 المقاومة تهاجم عند التاكلالت قرب المذرذرة فصيلا يقوده (فيليب) وتقتل 2 من قناصته ، كما تهاجم مركز سهوت الماء وتقتل 2 من القناصة .
9 مايو 1904 إنشاء مركز "أمبود" العسكري.
10 مايو 1904 كبولاني يعود إلى سان لويس قادما من البراكنة.
أغسطس 1904 إنشاء مركز بوتلميت العسكري
18 أكتوبر 1904 مرسوم يؤسس إقليم "موريتانيا المدني".
26 أكتوبر 1904 تعيين < كبولاني > مفوضا لحكومة إفريقيا الغربية الفرنسية  على إقليم موريتانيا المدني.
15 فبراير1905 <كبولاني > يصل على رأس بعثة عسكرية إلى "مال" و "ألاك".
20 فبراير 1905< كبولاني > يصل إلى تكانت.
26 فبراير 1905 الأمير بكار يهاجم كتيبة بقيادة (دي ري) في (دركل).
مارس 1905 وصول بعثة كبولاني العسكرية إلى قصر البركة في تكانت.
01 ابريل 1905 معركة "بوكادوم" واستشهاد الأمير المجاهد بكار ولد أسويد أحمد.
10 ابريل 1905 وصول بعثة كبولاني إلى تجكجة والشروع في بناء الموقع العسكري
12مايو 1905 معركة تجكجة واتنصارالمقاومة الوطنية بمقتل قائد الحملة الاستعمارية كزافيي كبولاني ، وقد استشهد فيها المجاهد سيدي ولد مولاي الزين و عدد من رفاقه الأبطال .
16 مايو 1905 تعيين المفوض < مونتاني كاب دبسك  >خلفا لكبولاني في موريتانيا.
18/يونيو/1905 الأمير سيد أحمد ولد أحمد بن عيده يهاجم ويحاصر الحامية الفرنسية في    تجكجه ب 300 مقاتل.
يوليو 1905 الشيخ ماء العينين يبعث الرسائل إلى القبائل ورموز المقاومة للتنسيق   في مواجهة المحتل الوافد
05/نوفمبر/1906 معركة النيملان في تكانت ، وقد تكبد فيها الاحتلال خسائر كبيرة في الارواح والعتاد.
7 /نوفمبر /1906 حصار تجكجة الثاني
نوفمبر 1906 معركة أعكليت النعجة في اينشيري وقد خسر فيها الاحتلال 2من قناصته.
1907 انطلاق المقاومة المسلحة في كيدي ماغا على يد كل من ( بيراما جانكو) و (فودي جاكيلي ) وقد تمثلت في العمل على تسميم الآبار التي يستخدمها المحتل و غير ذلك من الأنشطة المناهضة للوجود الفرنسي.
1907 – الاحتلال يعتقل المجاهد بناهي ولد سيدي ولد محمد الراظي بعد مشاركته في النيملان ويقوم بنفيه إلى انواذيبو ثم إلى ساحل العاج حيث توفي هناك .       
20/دجمر/1907 إنشاء مركز أكجوجت  العسكري.
1908 – سيدي ولد بناهي  يتبني خيار المقاومة المسلحة وذلك انطلاقا من موقعي : (قلب ولد بناهي) في الحوض و(أكنتور الشهيبة ) في العصابة
16/مارس/1908 معركة اكجوجت وقد شارك فيها الأمير سيد أحمد بن عيدة والأمير سيد ولد سيد وفصائل أخرى من المقاومة وقد قتل فيها النقيب (ربو) قائد مركز أكجوجت وجرح قائد وحدة الجمالة الملازم ( شميت )، أما في جانب المقاومة فقد جرح الأمير سيد ولد سيد
7/ابريل/1908 معركة دمان في اينشيري وهي بقيادة مباشرة من الشيخ سيد محمد ولد حامني أما القيادة العامة فهي للشيخ حسنه بن الشيخ ماء العينين وقد تم فيها القضاء على مفرزة متجهة من أكجوجت إلى سينلويس يقودها الرقيب ( جربير )
22/مايو/1908 معركة أكنينت التيكويت قرب أكجوجت
13-14/ يونيو /1908 معركة المينان وقد قتل فيها النقيب (مانجان) الملقب بوضرس قائد جمالة تكانت وأبيدت كتيببه تقريبا وكانت تضم أكثر من 140 من القناصة،أما جيش المقاومة فكان جناحه الأكبر بقيادة الشيخ سيد محمد ولد حامني وبتنظيم وتوجيه من الشيخ حسنه ، أما جناحه الأصغر فهو بقيادة الشهيد مولاي عبد الرحمن الملقب( ألل ) بن سيدي بن مولاي الزين ويضم أغلب من شارك في معركة تجكجة الأولى .
يوليو 1908 هجوم  المقاومة على كتيبة الإمداد قرب (انويرماش) في اينشيري ومقتل 30 من أفرادها
4 يونيو 1908 معركة العزلات في البراكنة بقيادة المجاهد أحمد ولد الديد وقد أسفرت عن قتل 13 من حرس الاحتلال والحصول على غنائم كبيرة.
16اغسطس 1908 معركة الرشيد بقيادة المجاهد محمد المختار ولد الحامد
 10سبتمبر 1908 إخلاء مركز أكجوجت من طرف الاحتلال وذلك اثر الهزائم السابقة.
15/أكتوبر/1908 معركة لتفتار وهي بقيادة الشيخ سيد محمد ولد حامني وقد تكبد فيها المستعمر خسائر في الأرواح تمثلت في 15 عنصرا .
16أكتوبر 1908 مقتل مفرزة من قوات الاحتلال قرب الملحس شمالي بوتلميت
26 نوفمبر1908 الهجوم في المجرية على فرقة للاحتلال تقوم بتوصيل خطوط التلغراف ومقتل 7 من أفرادها
28/نوفمبر/1908 معركة لكوي شيش في الترارزة بقيادة أحمد ولد الديد وقد انتصر فيها المجاهدون إذ قتل قائد كتيبة الإحتلال الملازم (روبول ) وعشرين من جنوده.
1 دجمبر 1908 الهجوم في تنشيبة في تكانت على مفرزة للاحتلال وقتل 20 من أفرادها
دجمبر 1908انطلاق حملة غورو من المجرية الى ادرار
دجمبر1908 معركة أم اتويكدات أو أحسي الخشبة قرب يغرف
25دجمبر 1908 معركة شمط في أوجفت والقضاء على الفرقة الاستطلاعية لحملة غورو
27 دجمبر 1908معركة ازويكة قرب يغرف
29/دجمبر/1908 معركة أماطيل بقيادة سيد أحمد بن أحمد بن عيده.
08/يناير/1909 معركة حمدون على مدخل أطار
09/يناير/1909 دخول المحتل الأجنبي أطار.
26 ابريل 1908 معركة  أغسرمت في اينشيري وقد قتل فيها القائد الفرنسي المعروف بابلون
28 يوليو 1909 معركة أقصير الطرشان في شمالي أطار وقد شارك فيها الأمير سيد أحمد بن أحمد بن عيده و الولي ولد الشيخ ماء العينين الذي جرح فيها ، وقد قتل فيها الملازم (فيولي)
11/مارس/1909 المجاهد سيدي ولد الغوث يقود معركة البيظ ضد الاحتلال (في الحوض ).
15 نوفمبر 1909  العقيد غورو يغادر آدرار ويعين الرائد أكلودل قائدا للمنطقة.
نوفمبر 1909  أكلودل يقدر قيمة الضرائب التي يحصل عليها الاحتلال من آدرار ب 100000 أفرنك فرنسي .    
مايو 1911 المقاومة تهاجم في كيفة مفرزة من جمالة الاحتلال وتقتل قائدها و11من قواته
13/يناير/1912 معركة تيشيت بقيادة الأمير سيد أحمد بن عيده وقد جرح أثناءها الأمير وتم أسره ونقل إلى سينلوي ، وفيها استشهد القائد الكبير إبراهيم ولد مكيه.
فبراير 1912 دخول المحتل الأجنبي ولا ته قادما  شرقا من تمبكتو وغربا من تشيت
10/يناير/1913 معركة لبيرات في اينشيري وقد تكبد فيها الاحتلال خسائر بشرية جسيمة بلغت 72 قتيلا وجرح 42والحصول على غنائم عظيمة.
 28سبتمبر1913 معركة الحفرة بودان بقيادة أعل ولد ميارة
1916 هجوم المجاهد الشيخ ولد عبدوك على الحامية الفرنسية في النعمة
نوفمبر 1916 استشهاد الحبيب ولد بحاي
يونيو  1918 نفي الأمير سيد أحمد بن عيده إلى سينلويس.
دجمبر 1920 إعلان موريتانيا مستعمرة فرنسية من إفريقيا الغربية
28/نوفمبر/1923 معركة الشريريك في ادرار بقيادة محمد تقي الله ولد اعل الشيخ الملقب: وجاهه ، قتل فيها 38 من العدو وغنمت مجموعة كبيرة من المطايا.
1 يناير 1924 الغارة على انواذيبو
5 مايو 1924 معركة الاروي بوكرن في ادرار واستشهاد وجاهة.                                   
23 أكتوبر 1924 معركة الحفرة الثانية بودان وتعرف بوقعة لكديم بقيادة إسماعيل ولد الباردي وأحمد ولد حمادي وعثمان ولد كركوب
2-5 ابريل 1925 معركة الطريفية أو الطريفيات في ادرار وقد استمرت 3 أيام و 3 ليال وهي من أطول المعارك  الجهادية ، وقد شارك فيها أغلب من شارك في معركة الحفرة الثانية بودان ، وتمثلت خسائر الإحتلال في مقتل قائد الكتيبة (دي جيرفال ) و16 من جنوده ، أما من جانب المقاومة فقد استشهد القائد محمد عبد الله ولد عبد الوهاب.
21 يوليو 1925 محمد المأمون ولد الشيخ محمد تقي الله ،شقيق وجاهة وابراهيم السالم ولد ميشان يغيران على فرقة من الحرس في أزويكة بإ ينشيري ويقتلون 15 منها ، ثم يشتبكون مع مفرزة من الإحتلال في أغسرمت القريب من ازويكة .
 3 يوليو 1927 معركة آكليل شمالي الترارزة واستشهاد محمد المأمون.
06/سبتمبر/1931 معركة توجنين في ادرار بقيادة محمد المأمون ولد الشيخ محمد فاضل ولد محمد.
14 مارس 1932 معركة وديان الخروب في تيرس الزمور وفيها استشهد الأميرالمجاهد سيد أحمد بن أحمد بن عيدة
18/أغسطس/1932 معركة أم التونسي شمالي نواكشوط وقد قتل فيها نجل الرئيس الفرنسي الملازم ماك ماهون وعدد من جنوده.

21 يناير 1933 استشهاد اعل ولد ميارة في معركة ميجك بتيرس الزمور.
يناير 1934 ابراهيم السالم ولد اميشان يهاجم قافلة للسيارات الفرنسية في سهل آمساكه غربي آدرار.
الخاتمة
تلك صفحات مشرقة من تاريخ المقاومة الوطنية في موريتانيا نضعها بين أيدي المواطنين ونحن في غمرة الاحتفال بالذكرىو اثانية الخمسين لعيد استقلالنا الوطني، ، و تستحق منا كل الاهتمام على المستويات التربوية والإعلامية والثقافية...









 17 من رمضان ذكرى معركة "النيملان" الخالدة

السبت, 07 أبريل 2012 18:43
17 رمضان 1324هـ 5 نوفمبر 1906م، كان المجاهدون قد عسكروا في ناحية "النيملان" في منتصف شهر أكتوبر بغية قطع الإمدادات عن الوحدات الفرنسية المتمركزة في تجكجة.
وكان عدد جيش المجاهدين حوالي سبعمائة رجل تحت إمرة الشيخ حسنا ولد الشيخ ماءالعينين والأميرلا مولاي إدريس بن عبد الرحمن عم سلطان المغرب آنذاك، وقد انطلق جل هذا الجيش من مدينة السمارة ولديهم أكثر من ستمائة بندقية سريعة الطلقات ولما وصل إلى مشارف آدرار انضم إليهم كثير من القبائل كأولاد أبي السباع، ومشظوف آدرار ومجموعات من قبائل الشوكة بآدرار، فضلا عمن انضم من قبائل البراكنة، وتكانت، والرقيبة، والحوض ولما وصل جيش المجاهدين إلى "النيملان"، بعث قادة الجيش رسالة إنذار إلى الحاكم العسكري في تجكجة يطلبون منه الخروج من تجكجة ومن سائر بلاد المسلمين التي احتلتها القوات الفرنسية، فلما وصلت الرسالة إلى الحاكم، أمر باعتقال حاملها وتجريده من سلاحه، ثم أطلق رصاصة فوق رأسه تخويفا له، وقال له: هذا هو جوابكم، وشرع في الحال بإرسال وحدة عسكرية تتألف من ستين من الرماة  السينغاليين وثلاثين من "الكوميات" بقيادة ضابطين هما الملازمان: فانصان وأندريو واتجهوا نحو النيملان، بغية مباغتة المجاهدين ومهاجمتهم على حين غرة.
ولولا الإنذار الذي جاءهم به الشيخ بن عبد الله بن محم عاشور العلوي لأباد الجنود الفرنسيون الكثير منهم قبل أن يشعروا بهم وذلك أنه رآى كتيبة من القوات الفرنسية تخرج من ثكنتها وقت العصر، وتتجه نحو "النيملان" فتيقن أنهم يريدون مهاجمة المجاهدين المتمركزين في وادي "النيملان"، فخرج محاذيا لهم من بعيد، حتى توارى عن أعينهم، فطفق يعدو لإعلام المجاهدين ووصلهم قبل هجوم الفرنسيين عليهم فشرع جيش المجاهدين في الاستعداد للمواجهة.
يقول محمد الشيخ بن اعلي بيبه، وقد حضر هذه المعركة: إن المجاهدين توزعوا إلى ثلاثة فرق، فرقة أخذت مواقعها في العدوة الشرقية للوادي، وهي جبهة إدوعيش، وفرقة في العدوة الغربية للوادي وهي جبهة تضم الأغلال وإدولحاج وتجكانت وغيرهم، والثالثة صارت إلى وسط الوادي وهي جبهة السمارة وآدرار ومن انضم إليها.
قرر قائد المفرزة الفرنسية أن يشن هجوما مباغتا عند طلوع الفجر، قسم يرتدي لباسا أحمر مزركشا يتقدمهم واحد يعزف في بوق عسكري، وقسم من الرماة أيضا و"الكوميات" والمجندين وطوال الطريق، الذي سلكوه من "تجكجة" إلى "النيملان"، لم يسمح الضابط بايقاد النار أو إضاءة المصابيح اليدوية، بل ساروا في الظلام حفاظا على سر خطة المباغتة.
بعد بزوغ الشمس بساعة وصل الملازم إلى وادي "النيملان" حيث وجه إحدى الفرق إلى العدوة الشرقية وتوغل بالأخرى في وسط الوادي وفور وصوله شرع في شن هجوم مكثف على طائفة من المجاهدين حاولوا الإحاطة به من كل الجهات، حتى أنهم استداروا به كالحلقة، لكنه نجح في اختراق صفوفهم واستطاع صد هجوم مضاد، حيث سقطت جماعة من المجاهدين في مرمى نيران المدفع الرشاش (بوتاسارت) ومضى مخترقا الطوق، وهو يطلق وابلا من الرصاص في كل الاتجاهات بواسطة مدفعه الرشاش، لكن المجاهدين عاودوا الكرة وقاموا بسلسلة من الهجمات المستميتة احتدم القتال خلالها بضراوة، وضاق الخناق على الفرقة الفرنسية، ولم تزل المعركة تستعر والفارس مع قرينه يصطدم حتى كادت الحراب تستخدم بالأيدي، وثبت المجاهدون ثباتا عظيما، عندئذ شرعت الفرقة الفرنسية في التقهقر إلى الوراء، والاحتماء ببعض الصخور الكبيرة، فوجئ الضابط الفرنسي بالرصاص المتدفق من الأسلحة ذات الطلقات السريعة، ووجد نفسه تحت لهيب بنادق جماعة المريدين الذين سقط قائدهم شهيدا بالقرب منه، وصار الشريف ينادي بأعلى صوته: عجلوا بأرواحهم إلى عرصات القبور، فاندفع شباب وكهول يتوقدون حماسا إلى ساحة الوغى بحثا عن الشهادة في سبيل الله، كما قام إلى جانب الشريف أيضا سيدي المختار بن الشيخ القاضي الإجيجبي يحرض على الجهاد ويقول: أيها الناس من فاته يوم بدر فليشارك في هذا اليوم.
وفي أعقاب المعركة، وفرار فلول المنهزمين، اعترض طريقهم المجاهد محمد المختار بن الحامد الكنتي في كوكبة من فرسانه وقضى على بقيتهم، ذلك أن محمد المختار لما علم بإندلاع القتال بين المجاهدين والقوات الفرنسية صار يولول ويقول: "المسلمون يقتلون، لا حياة بعد اليوم وامتطى صهوة جواده وأمر فرسانه بالغارة من الخلف على الفرنسيين وعندما اقترب من "النيملان" وجد فلول المنهزمين يفرون في اتجاه "تجكجة" وشد عليهم هو وأصحابه شدة رجل واحد فقضوا عليهم جميعا.
في هذه المعركة أصيب أحمد محمود بن بكار بن أسويد أحمد بجروح متعددة وهو مستمر في القتال وكان من فرسان المجاهدين وشجعانهم في ذلك اليوم حيث كان قائد جبهة إدوعيش.
يقول كل من عالي بن بكار الإعيشي والدي بن الزين العلوي إن بكار بن عثمان، وهو شاهد عيان، حدثهما أن أحمد محمود بن بكار هو الذي قتل الملازم قائد الوحدة الفرنسية، صاحب المدفع الرشاش وثلاثة آخرين من الفرنسيين.
وتقول رواية الأغلال إن الذي قتل قائد الوحدة الفرنسية هو محمد بن عبدي بن الصافي، وأن الذي قتل الضابط الآخر هو محمد بن النذير الذي استشهد في ساحة المعركة، وبهذا حدثني كل من أحمد بن الحكي وخنا بن أببونه الغلاويان، وقال أحمد بن حكي إن الذي حدثه بذلك هو خليل بن حجب وقد شهد المعركة.
أما رواية الفرنسيين فتقول إن الملازم أندريو والرقيبين اللذين معه لقوا حتفهم برصاص فرقة المريدين القادمين من السمارة الذين تخندقوا في الكمين الذي نصبه لهم مولاي إدريس وقد أشار إلى هذا الرائد "جيلييه" بقوله: "... فنصب له مولاي إدريس – الذي أشعره إدوعلي تجكجة – كمينا ووجد نفسه منذ البداية محاطا بقوى أكثر منه بكثير، وبالرغم من حصول قتال متلاحم بالحراب لم ينثن، وسقط فورا تحت ضربات التلاميذ هو والرقباء وما يناهز العشرين من الرماة". 
وتقول رواية أخرى إن الذي قتل الملازم أندريو هو الشريف يوبه بن زيدان، وقد نزع منه بندقية من نوع "التساعية"وهذا غير مستبعد، لأن الشريف يوبه كان قد انضم للوحدات القادمة من السمارةس.
ويعترف الرائد جيلييه في كتابه "التوغل في موريتانيا" بالهزيمة التي حاقت بالجنود الفرنسيين في معركة "النيملان" بالرغم من التحيز الواضح للرواية الاستعمارية، فهو يقر بالخسارة التي لحقتهم: مقتل الضباط الأربعة وما يزيد على الأربعين من الجنود.
وفي بعض البرقيات التي بعث بها قائد الحامية في تجكجة إلى المقيم العام في "سان لويس" يخبره أن القتال استمر من الثامنة إلى الحادية عشر صباحا، وأن الكتيبة اضطرت للقتال متقهقرة نحو تجكجة بعدما شتتها العدو.. والخسائر مرتفعة جدا والأوروبيون الأربعة قتلوا، وللأسف تركت أجسامهم للعدو والحيوانات.
أما الخسائر التي وقعت في صفوف المجاهدين، فقد استشهد منهم نحو ثمانين فردا: فمن إدوعيش خمسة عشر، ومن الأغلال أربعون، ومن جبهة السمارة أربعة وعشرون.


شهداء هذه المعركة:

الشيخ محمد عبد الله بن الهاشمي السملالي، قائد إحدى الكتائب المؤلفة من مريدي الشيخ ماء العينين، والطالب بن الكوري الدليمي، وسيدي أحمد بن أوداد، والطالب محمد بن البيضاوي الجكني، وغالي بن سيدي بن الشيخ القاضي الإجيجي، وأحمد بن الحسن بن مادي التندغي، ومحمد عبد الرحمن بن عبد الجليل السمسدي، ومحمد بن أحمد سيفر السمسدي.
ومن جماعة الأغلال استشهد منها نحو الأربعين منهم: محمد الأغظف بن الشيخ بن الجودة رئيس أهل أحمد طالب، وكان ضمن رؤساء الوفود التي قدمت إلي السمارة ، كما استشهد حدبونا بن جد وبن عبد الرحمن اخليف وهو رئيس الأغلال ذلك اليوم، ومحمد بن النذير، وسيدي إبراهيم بن خطري، وولي الله بن سعد الله ، والشيخ بن الحسن بن المصطفى، والمصطفى بن الحسن، واثنان من أبناء محمد جد بن محمد القاسم.
من إدوعيش: عثمان بن أعمر بن بكار بن أسويد أحمد، ومحمد المختار بن سيد أحمد لبات، وبونا بن المختار بن بكار، وأخوه أحمد بن المختار، وعثمان بن الرسول بن أعمر بن بكار بن امحمد بن خونا، ومحمد بن سيدي محمود بن سيدي إبراهيم بن امحمد شين، ومحمد بن بكار بن الهيبه بن اللب بن خنوف، وعثمان بن المختار بن عثمان بن الرسول بن اعلي بابي، وأحمد بن محمد فال بن أحمياده بن الدوه، وحمادي بن آجار.
الجرحى: يبه بن زايدان بن مولاي الزين، وزكفده بن عمار الدليمي، وأحمد بن الكوري الدليمي، وأحمد سالم بن المعيوف الاكشاري وكانت جراحهم خفيفة، وأحمد محمود بن بكار بن أسويد حمد، وأخواه: الشيخ بن بكار وسيدي امحمد بن بكار، ومحمد بن عثمان، والدي بن سيدي عبد الله بن سيدي الأمين بن امحمد شين الأعيشيون، والحسن بن عبدي بن الصافي، وصالح بن صالح الغلاويان، وعبد الله بن أحمد بن محمد بن مادي التندغي، وكان جرحه خطيرا وقد أنقذه ابن عمه أحمد بن المأمون بن محمد بن مادي حيث حمله على كتفه حتى أخرجه من ساحة المعركة، وجرح آد بن محمد صالح وحمله ألمين بن التومي وهما من تجكانت كما جرح العديد من مريدي الشيخ ماء العينين، من بينهم أحمد بن هنداي السالمي، وحسنه بن البخاري مريدي الشيخ ماء العينين، من بينهم أحمد بن هنداي السالمي، وحسنه بن البخاري القرعي، ومحمد الأمين بن محمد السالم الملقب الداده البصادي، وتجمع الروايات الشفهية أن المعركة استمرت نحو خمس ساعات.
كان لنساء إدوعيش حضور متميز في هذه المعركة حيث كن يحملن الماء لسقي المجاهدين وحمل الجرحى ومداواتهم ويزغردن ويثرن الحماس لدى المقاتلين، واستشهد منهن امرأة تدعى النقرة بنت الحجوري.
كان لهذه المعركة وما طبعها من جرأة واستبسال وما تخللها من مواقف ووقائع أثر بالغ في الناس مما ألهم مشاعرهم وعمق الروح الدينية والوطنية في نفوسهم.
تحدث الرائد جيلييه عن هذه المعركة وجاء في روايته : "أنه قام النقيب TISSOT، الذي علم بأن هناك قبائل أخرى ستلحق بتلك التي اجتمعت مع الشريف، بإرسال الملازمين ديفنسي وأندريو على رأس 60 من الرماة السينيغاليين و8 من "الكوميات" البيضان، فأراد الملازم أندريو الهجوم على معسكر الشريف بغتة في الصباح الباكر، ولم يتمكن من الوصول إلى "النيملان" حيث توجد حركة الشريف إلا بعد السابعة صباحا، إذ كان قد ضل الطريق بسبب مرشده، ولكنه مع ذلك قرر الهجوم فنصب له مولاي إدريس – الذي أشعره إدوعلي تجكجة – كمينا حيث وجد نفسه منذ البداية محاطا بقوى أكثر منه بكثير، وبالرغم من حصول معارك ملتحمة عديدة استعملت فيها الحراب، لم ينثن وسقط فورا تحت ضربات تلاميذ الشيخ ماء العينين، هو الرقباء، وما يناهز العشرين من الرماة.

واستفاد الملازم ديفنسو المجروح من فترة توقف منحها إياه العدو الذي مني هو نفسه بخسائر جسيمة جدا، فجمع فلول المفرزة وأعاد إليها النظام في اتجاه الموقع العسكري حيث اكتملت الهزيمة بفعل خيانة المناصرين، وخلال مرورهم بالعدو هاجم هذا الأخير الملازم ديفنسو فقتله، وتمكن الرماة، الباقون على قيد الحياة، من الوصول إلى الموقع زرافات صغيرة، هذه العملية الكبيرة كلفتنا أرواح اثنين من الضباط واثنين من ضباط الصف و15 من الرماة بالإضافة إلى 26 جريحا، ومني العدو بدوره بخسارة زهاء المائة من الرجال".
بعض الأعيان الذين حضرو وقعة النيملان:
شارك في لإعداد لهذه المعركة البطولية والإعداد لها بالإضافة إلي الأمير مولاي إدريس الشيخ حسنا بن االشيخماءالعينين،الشيخ الطالب أخيار بن الشيخ ماء العينين،الشيخ الولي بن الشيح ماءالعينين،الأمير عثمان بن
بكارالإعيشي
سيد أحمد بن عيدة أمير آدرار
أحمدو ولد سيد أعل أمير لبراكنة وإبنه ولد عساس
أعل محمود بن محمد محمود بن لمحيميدأمير مشظوف
 ألبو بن عبد الرحمن أخليفة الفلاوي 
محمودي بن صيبوط البركني 
أصنيبة بن ببكر وإخوته محمد وسيد أحمد من أولاد احمد
سيد المختار بن الشيخ القاضي الإجيجبي
سيد أحمد بن المامي بن محمد آبه الكنتي من بطن أولاد تناكيه
سيد المختار بن محمد محمود بن عبد الله بن سيد محمود وإبنه محمد محمود وإبن عمه بناهي بن محمد الراظي
الغزواني بن محمد محمود البصادي
محمد لمين بن محمد أحيد بن سيدي عبدالله بن الحاج ابراهيم العلوي
سيد احمد بن هيبة البركني
الشيخ احمد بن الشيخ المهدي التنواجيوي 
بكار بن سيد أحمد لبات الإعيشي
وأعلي بن المراكشي السباعي وابن عنه لحبيب بن بحاي
سيدي بن الغوث الغلاوي وابنه محمد محمود
الشيخ محمد العاقب بن مايابي الجكني وإخوته 
سيدي محمد بن البيضاوي الجكني وإخوته
العبقري بن ألمين الجكني 
أحمد سالم بن المعيوف الآكشاري
حميدة بن كركوب العمني
سيد احمد بن مكية الغيلاني ومحمد بن ببوط الغيلاني وغيرهم من كبراء أولاد غيلان
محمد المختار بن زيدان البصادي
ببونة بن حناني الغلاوي
محمد الإمام بن الزين العلوي
محمد أبات بن سيدي ابراهيم وزيد بن المختار بن حبيب الله الجكنيان
خطرة بن سيدي بن أعمر لكواليل تجكانت
محمد بن محمد أعمر إدكجملة
إسماعيل بن محمد التاكاطي
الشيخ بن عبد عبد الله بن محمد عاشورالعلوي
الرواية الفرنسية عن معركة توجنين وإبادة وحدة جمالة أدرارعن أخرها :
يقول النقيب الفرنسي لويوسكي :{في يوم 6 سبنمبر سنة 1931 جاء الإستطلاع مسرعا وأخبر بأن الغزاة قد وصلوا .إنهم يتألفون من 170 مقاتلا تحت قيادة محمد المأمون بن الشيخ محمد فاضل وأحمد بن حمادي الرقيبي .ومن أجل الحصول على بعض المعلومات بعث محمد بن أغناه الله الرقيب الأول ومعه أربعة من الحرس ...إتخذقائد الوحدة الإحتياطات اللازمة حيث جعل الرماة في أماكنهم وأقام الحراس أمام المعسكر.كانت ليلة مظلمة .تمر ساعات وينام الجنود. يأتي المهاجمون رابطين أفواه جمالهم .وكانوا يلبسون ثيابا خفيفة. شبه عراة.زحفوا حبوا نحو المعسكر واستطاعوا أن يحددوا مواقع الجنود الرماة وأماكن الحرس ,ثم انسحبوا للتشاور . ثم قاموا بشن هجوم في الساعة الثالثة صباحا .وكانت الخسائر مقتل ضابط وثلاث ضباط صف و32 قناصا و2 من الحرس من بينهما الشيخ بن إبراهيم و2 من المناصرين .وجرح 5 من القناصة جروحهم خطيرة ماتوا بعد ذلك ...}
احتدمت المعركة داخل المربع .وتهاوى المدافعون الواحد تلو الأخر . وهرب الناجون ولم يبق من مدافع عن مربع الرماة سوى الجثث .أصبح الصباح , فأظهر مشهدا كئيبا : جثث الرجال والمواشي , أمتعة مبعثرة , وكان مربع القناصة مجرد ركام من الجثث , خاصة حوالي المخزن , ومواقع المدافع الأوتوماتيكية حيث تكشف الجثث المتشابكة ما اتسمت به المعركة من ضراوة ...قضى محمد المأمون الليلة كلها يحرض رجاله
معركة المجرية ...هجوم لكتيبة من المجاهدين بقيادة أحمد بن الشيخ الجكني يستهدف تدمير خطوط التلغراف التابعة للمستعمر
في 26 نوفمبر سنة 1908 هاجمت كتيبة من تلاميذ الشيخ ماء العينين بقيادة المجاهد احمد بن الشيخ الجكني وحدة من الجيش الفرنسي كانت بالقرب من مركز المجرية وبعد اشتباكات ضارية تمكن المجاهدون من قتل 17 سبعة عشر من جنود الوحدة الفرنسية والاستيلاء على ثمانية وثلاثين من الإبل التي كانت بحوزة الفرنسيين وبندقية ذات طلقات سريعة وكمية من الذخيرة .
تحدث الشيخ محمد الأغظف بن الشيخ ماء العينين عن سير هذه المعركة وتفاصيلها في رسالة وجهها إلى والده الشيخ ماء العينين وجاء فيها مايلي :{الحمد لله وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه تسليما ...شيخنا الشيخ ماء العينين أطال الله حياتكم وأدام عزكم ...والغزوة التي مقدمها أحمد بن الشيخ سارت حتى وصلت المجرية وتلاطمت مع شيء من النصارى وتضاربت معهم وماتت سبعة عشر من النصارى فيها واحد ابيض وغير ذلك فيه الجراحات وأستشهد احمد سالم بن اعلي الاحمر والمصطفى بن السملالي وثلاثة من إديشلي واخذت الغزوة ثمانية وثلاثين ناقة ورباعية ومعها شيء من القرطاس }.
وذكر الرائد الفرنسي جيلييه هذا الهجوم غير أنه قلل من خسائر المستعمر حيث كتب :{وفي يوم 26 نوفمبر قريبا من لتفتار هوجمت فرقة تعمل على توصيل خطوط التلغراف ففقدت سبعة من رجالها وجرح إثنان جراحا بالغة وفقدت تسعة بنادق خفيفة}.
المصدر كتاب الشيخ ماء العينين علماء وأمراء في مواجهة الإستعمار الأوربي الجزء الثاني
بعض قادة وشهداء المقاومة :
شيخ المجاهدين الشيخ ماء العينين ولد الشيخ محمد فاضل القلقمي
- الشهيد الأمير بكار ولد اسويد احمد ( تكانت)
-
الشهيد الأمير سيد احمد ولد أحمد عيده ( آدرار)
-
الشهيد الأمير سيد اعل ولد أحمدو الملقب ولد عساس (لبراكنه)
- الأمير احمد ولد الديد ( اترارزة)
-
الشهيد سيدي ولد مولاي الزين
- المجاهد العلامة الشيخ حسنه ولد الشيخ ماء العينين
- المجاهد العلامة الشيخ ولد عابدين الكنتي
- المجاهد والعلامة سيد محمد ولد حامني القلاوي
- الشهيد اعل ولد مياره(ارقيبي)
-
الشهيد محمد الأمين ولد سيدي ولد محمد الراظي
- الشهيد السيد ولد محمد محمود ولد اكتوشني العلوي
- المجاهد الشيخ ولد عبدوك المشظوفي
- الأمير المجاهد احمدو ولد سيدي اعل ( لبراكنه)
-
الشهيد لحبيب ولد بحاي السباعي
- الشهيد العلامة عبد الله ولد باريك الجكني
من شهداء وأبطال المقاومة:
-
الشهيد وداد ولد الجد السمسدي
- الشهيد عبد الرحمن ولد الإمام ولد أحمد السمسدي
- الشهيد أبوبكر ولد محمد سيدينا ولد برو السمسدي
- الشهيد محمد عبد الله ولد أحمد الطلبه السمسدي
- الشهيد محمد الشيخ ولد ازياد الغيلاني
- الشهيد عبد الرحمن ولد محمد كم (أهل أعمر أكدبيجه)
-
الشهيد اعل ولد أفشال الفاغي
- الشهيد أحمد ولد محمد امبارك العلبي
- الشهيد محمد محمود ولد أحمد بابا السباعي
- الشهيد الخليفه ولد الشيخ السغير الكنتي
- الشهيد المختار ام ولد امحمد ولد الحيدب الدماني
- الشهيد محمد محمود ولد عمار ولد ثالول ( الزبيرات)
-
الشهيد عاشور ولد اعلاده ولد خيار ( إدوعيش)
-
الشهيد عثمان ولد حفظه ولد احمد ديه ( إدوعيش)
-
الشهيد سيد احمد ولد إبراهيم ( أولاد طلحه)
-
الشهيد المامي ولد اعمر ( أولاد طلحه)
-
الشهيد محمد عبد الرحمن ولد عبد الجليل السمسدي